top of page

معالجة التردد في أخذ اللقاحات في المجتمع العربي الأمريكي: الأساطير، المعلومات الخاطئة، والتحديات الثقافية

  • صورة الكاتب: Omar Ammari
    Omar Ammari
  • 6 يناير
  • 4 دقائق قراءة

تاريخ التحديث: 17 فبراير


لقد أحدثت اللقاحات ثورة في مجال الرعاية الصحية من خلال الوقاية من انتشار الأمراض المميتة. ومع ذلك، لا تزال مقاومة اللقاحات موجودة في مختلف الفئات السكانية، بما في ذلك المجتمع العربي الأمريكي، مدفوعًا بالمعلومات الخاطئة والمواقف الثقافية. يتم تداول الكثير من هذه المعلومات الخاطئة عبر منصات مثل فيسبوك و X (المعروفة سابقًا بتويتر) ويعززها شخصيات مؤثرة مثل دونالد ج. ترامب. يستكشف هذا المقال أصول المعلومات الخاطئة حول اللقاحات، وتأثيرها على الصحة العامة، وكيفية تشكيل العوامل الثقافية للتردد في تلقي اللقاحات بين العرب الأمريكيين.


أثير واكفيلد: أصول المعلومات الخاطئة حول اللقاحات


في عام ١٩٩٨، نشر أندرو ويكفيلد دراسة مثيرة للجدل في مجلة ذا لانسيت، زعم فيها وجود صلة بين لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR) والتوحد. على الرغم من أن الدراسة شملت ١٢ طفلًا فقط ولم تحتوي على أدلة موثوقة، إلا أنها جذبت اهتمامًا عالميًا. كشفت التحقيقات لاحقًا أن ويكفيلد تورط في ممارسات بحثية غير أخلاقية وصراعات مصالح. تم سحب ترخيصه الطبي، وتم سحب الدراسة في عام ٢٠١٠، لكن الضرر كان صار بالفعل. ادعاءات ويكفيلد أشعلت حركة معارضة للقاحات على مستوى العالم، والتي لا تزال تنشر مخاوف لا أساس لها بشأن اللقاحات، على الرغم من الأدلة العلمية القاطعة التي تدحض أي صلة بالتوحد أو مشاكل صحية طويلة الأمد.


دراسات كبيرة، مثل تلك التي أجريت في الدنمارك وفنلندا، أكدت سلامة اللقاحات. تلك الدراسات تابعت مئات الآلاف من الأطفال وما لقت أي فروقات في معدلات التوحد بين الأطفال الملقحين وغير الملقحين.


التردد في تلقي اللقاحات في المجتمعات العربية الأمريكية


المجتمعات العربية الأمريكية تواجه تحديات فريدة فيما يتعلق بقبول اللقاحات. دراسة حول مقاومة اللقاحات خلال جائحة COVID-19 وجدت أن المعتقدات الثقافية وفقدان الثقة في الرعاية الصحية الغربية كان لها دور كبير. العديد من العوائل تفضل العلاجات الطبيعية أو تنظر إلى الطب الحديث بشك، وهو شعور متأثر بالممارسات التقليدية وفقدان الثقة التاريخي بالمبادرات الصحية الحكومية.


بالإضافة إلى العوامل الثقافية، يمكن أن يمنع الوصمة المرتبطة بطلب الرعاية الطبية النقاش المفتوح حول اللقاحات. أحيانًا تستمر المقاومة بسبب المعلومات المغلوطة التي تُنشر داخل المجتمعات المتماسكة، مما يساهم في تقويض الثقة باللقاحات. هذا الديناميكي يعكس الاتجاهات الأوسع لمقاومة اللقاحات التي تتأثر بالمواقف الثقافية، كما تظهره الأطر التي تربط المعتقدات حول اللقاحات بتأثيرات الوالدين والمجتمع.


عواقب التردد في تلقي اللقاحات


يؤدي رفض التطعيم إلى عواقب ملموسة. الأمراض التي كانت تعتبر تحت السيطرة، مثل الحصبة، عادت للظهور في المناطق ذات معدلات التطعيم المنخفضة. يؤكد هذا النمط على أهمية قبول اللقاحات على نطاق واسع لحماية الصحة العامة.


بالنسبة للمجتمعات العربية الأمريكية، يزيد التردد في تلقي اللقاحات من الفجوات الصحية القائمة، مما يجعلها أكثر عرضة للأمراض التي يمكن الوقاية منها. ينبع التردد غالبًا من الخوف بدلاً من نقص الوصول، مما يبرز أهمية التوعية والتدخلات الحساسة ثقافيًا.


لماذا تتزايد معدلات التوحد في الولايات المتحدة؟


هناك عدة أسباب لزيادة معدلات التوحد في الولايات المتحدة، ومن أبرز هذه الأسباب


  1. توسيع معايير التشخيص وتحسين أدوات التحديد: تم توسيع تعريف التوحد ليشمل مجموعة أكبر من السلوكيات والدرجات الشديدة، مما أدى إلى معايير تشخيص أكثر شمولاً. كما أن التطور في أدوات الفحص والتشخيص ساعد المهنيين الصحيين على اكتشاف التوحد بدقة أكبر وفي مراحل مبكرة.


  2. التبديل في التشخيص: بعض الحالات التي كانت تُشخص كاضطرابات تطويرية أخرى تُعترف الآن كحالات توحد. هذا التحول في التصنيف يساهم في زيادة معدل تشخيص التوحد.


  3. زيادة الوعي وتقليل الوصمة: ساهم زيادة الوعي العام والمجتمعي بالتوحد في تشجيع المزيد من الأفراد على التقييم والتشخيص. كما أن الجهود المبذولة لتقليل الوصمة المرتبطة بالاضطرابات العصبية التنموية شجعت العائلات على طلب التقييم لأطفالهم.


  4. الآباء المتأخرين في الإنجاب: يعتبر العمر المتقدم للآباء أحد عوامل الخطر المعترف بها بالنسبة لاضطراب التوحد. تشير الدراسات إلى أن الآباء الأكبر سناً، خاصة الذين يتجاوزون سن الـ55، هم أكثر عرضة لأن يكون لديهم طفل مصاب بالتوحد مقارنة بالآباء الأصغر سناً. كما أن الأطفال الذين يولدون لأمهات في الثلاثينات أو أكبر، يواجهون زيادة في احتمال الإصابة بالتوحد، مع زيادة الخطر كلما تقدم عمر الوالدين. قد يكون لهذه العلاقة أساس جيني يتعلق بالطفرات في خلايا التكاثر أو التغيرات الإبيجينية التي تؤثر على التعبير الجيني أو نتيجة للتعرض الطويل لعوامل بيئية لدى الوالدين الأكبر سناً. ورغم أن العمر المتقدم للوالدين يعد من العوامل المساهمة في زيادة خطر التوحد، إلا أنه يعد أحد العديد من العوامل الأخرى، ومعظم الأطفال الذين يولدون للآباء كبار السن لا يصابون بالتوحد.


استراتيجيات لمعالجة التردد


  1. المشاركة المجتمعية: التواصل مع القادة المجتمعيين الموثوقين، مثل الشخصيات الدينية أو المؤثرين المحليين، يمكن أن يساعد في مكافحة المعلومات المغلوطة وبناء الثقة باللقاحات. تأييدهم للقاحات يمكن أن يكون له تأثير عميق على أفراد المجتمع.


  2. التعليم الموجه ثقافيًا: توفير الموارد باللغة العربية ومعالجة المخاوف الثقافية بشكل صريح يمكن أن يساهم في سد الفجوات في الفهم. التأكيد على سلامة وفعالية اللقاحات باستخدام الأدلة الواضحة يمكن أن يبدد الأساطير.


  3. تشجيع الحوار: تطبيع النقاشات حول الرعاية الصحية واللقاحات يمكن أن يساعد في كسر الوصمة المرتبطة بطلب التدخل الطبي.


  4. تسليط الضوء على نجاحات الصحة العامة: الإشارة إلى أمثلة حيث قضت اللقاحات على الأمراض أو قللت منها على مستوى العالم يمكن أن توفر سياقًا لأهميتها.


بناء الثقة وضمان الصحة


التردد حول اللقاحات في المجتمعات العربية الأمريكية ليس بالأمر المستعصي. من خلال معالجة المعلومات الخاطئة واحترام الحساسيات الثقافية، يمكننا بناء الثقة وتحسين معدلات اللقاح. نهج تعاوني يجمع بين التعليم والمشاركة والتعاطف ضروري لضمان شعور العائلات العربية الأمريكية بالتمكين لاتخاذ قرارات صحية واعية لأنفسهم ولأطفالهم. من خلال تبديد الأساطير والترويج لفوائد اللقاحات المنقذة للحياة، يمكننا العمل نحو مستقبل أكثر صحة ومرونة للجميع.


في الختام، من المهم إجراء البحوث الشخصية من خلال مصادر موثوقة بدلاً من تصديق كل ما يُنشر عبر الإنترنت أو ما تقوله كوافيرة والدتك. اتركي قصات الشعر وتصفيفه لها، واتركي المعلومات الطبية للمهنيين الطبيين وأطباء الأطفال الذين خضعوا لسنوات عديدة من التعليم والتدريب لعلاج أطفالك والذين يرغبون فقط في الحفاظ على سلامتهم وصحتهم.


انضموا إلينا في بناء مجتمع عربي أمريكي أقوى وأكثر صحة. تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي واشتركوا في نشرتنا الإخبارية للحصول على أحدث المستجدات.



المصدر:

 
 
 

Comments


cd5ba4dd233595abcbe205b1895d8bb5.jpg

الجمعية العربية الأمريكية للصحة النفسية

الحد من الوصمة المرتبطة بالصحة النفسية والتدخل الطبي في المجتمع العربي.

اتصل أو أرسل رسالة نصية على الرقم 1 (800) 273-TALK (8255)
للحصول على الدعم الفوري من مستشار مدرب في أي وقت على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.

  • Instagram
  • Facebook
  • Linkedin
  • TikTok
  • Youtube

Stay Connected

Subscribed!

© الجمعية العربية الأمريكية للصحة النفسية
تأسست في عام 2024

bottom of page